نصر العبور، بقلم الشاعر مصطفى رجب
نصر العبور
على ضفاف القنال لاَحَ مجيدٌ
وسَما بريقُ النصرِ وهو فريدُ
العاشرُ الرمضـانُ أشرقَ صُبحُـهُ
وهوتْ قلاعُ الظلمِ وهي تبيدُ
صام الجَنودُ وملؤُهُم إيمـانهـم
والعزمُ في الأعماقِ ليس يحيدُ
نزلوا الوِشاحَ على الضفافِ كأنَّهمْ
موجٌ تحدَّى السدَّ وهو شديدُ
"اللهُ أكبـرُ" كان أصدقَ صيحةٍ
هزَّتْ جدارَ الخوفِ وهو صَدِيدُ
فاقتْ جراحُ الأرضِ كلَّ حكايةٍ
مِنْ نهرِ دَمٍّ جاشَ وهو شهيدُ
جيشَ مِصرَ وقد بلغتَ مآرِبًا
عزَّتْ على الطاغي فظلَّ شريدُ
ما خِضتَ حربَ العزِّ إلا شامِخًا
وبروحِ شعبِكَ للمدى تمديدُ
هذي قناتُكَ يا بلالُ تنفستْ
بعدَ القيودِ فكمْ غدتْ تجودُ
سُدْنا وربُّ الكونِ نَصْرُ جُندِهِ
وعدٌ، ومصرُ لوعدِهِ تشهيدُ
زالت جيوشُ الغاصبِ المستكبرِ
مُسْتَعْبِرًا بِهَلاكِهِ مَعْتيدُ
وَرَفَتْ سواعدُ جيشنا في عِزَّةٍ
فإلى السماءِ صعودُها محمُودُ
إنَّ البطولةَ في الكنانةِ تُورَثُ
والفخرُ في الأعراقِ ليسَ بليدُ
في كُلِّ جيلٍ يولدُ المِقدامُ مِنْ
صُلبِ الأُسودِ فهل هناكَ نديدُ؟
هذا انتصارُ الصائمينَ بعزمِهمْ
والحقُّ دوماً نورهُ مشهودُ
قد خطَّهُ التاريخُ أبهى صفحةٍ
ومضى بهِ الإشراقُ وهو فريدُ.
___________________
بقلمي مصطفى رجب
مصر القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق