أنَّاتُ الفؤاد، بقلم الشاعر مصطفى رجب
"أنَّاتُ الفؤاد"
غدوتُ وحيدًا في دروبِ السُّهادِ
وأشكو لربي لوعةَ المُضطَهَدِ
سجنتُ دموعي في عيوني سنينًا
فهل تُرجعُ الذكرى صدى ما فَقَدْ؟
سألتُ الليالي: هل تُعيدُ الأماني؟
وهل يُبرِئُ الدهرُ جُرحَ الجَسَدْ؟
فقالت: دعِ الصَّمتَ يُبدي جَوابًا
فكم قد بكى الدهرُ مما وَعَدْ
إذا ما ارتمى الحُزنُ فوق ضلوعي
وظلَّ كسيفٍ بقلبي وُغِدْ
تذكرتُ أنّا خُلِقنا لِنُفنى
وأنَّ الحياةَ كظلٍّ جَمَدْ
فلا تُؤمِنِ الدهرَ يومًا
فكم قد رأيناهُ يغدرُ بالغافلينَ جَهَدْ
وكم طارَ بالأمنياتِ شعاعًا
فسارَ بها في الدُّجى وابتَعَدْ
عجبتُ لمن يركنُ الدهرَ مأوى
ويسعى ليرضي مَن استَعبَدْ
فيا قلبُ صُنْ عزَّةً لا تَهونُ
وكنْ جبلًا شامخًا لا يَرِدْ
إذا الريحُ هبَّتْ فزد في ثُبوتٍ
فما زادَ في العزمِ حرُّ الزَّبدْ
وإنْ ظنَّ أهلُ الهوى أنني قد وهَنتُ
فقلْ: "كاذبٌ مَن شهِدْ"
فربي كريمٌ عظيمُ العطايا
وفي قربِهِ كلُّ جُرحٍ يَبِدْ
فصبراً جميلًا، فبعدَ ظلامٍ
يُضيءُ الرجاءُ كصبحٍ رغَدْ.
______________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق