أنين القلب، بقلم الشاعر مصطفى رجب
( أنين القلب )
في ليلةٍ سَكَنَ الهدوءُ ربوعَها
والنجمُ في الأفقِ البعيدِ يَلوحُ
أرنو إلى الماضي بعينٍ دامعةٍ
والقلبُ بين ضلوعهِ مجروحُ
كم من ذكرياتٍ مضت كالحلمِ في
عمرٍ تولّى، والزمانُ جموحُ
يا ليتَ أيامَ الصِبا تعود لي
فالشيبُ فوق مفارقي يلوحُ
والعمرُ يمضي كالسحابِ مُسرعاً
والمرءُ في دنياهُ كالمطروحِ
ما بالُ قلبي كلما هبَّ الهوى
يشدو بأشعارٍ كأنَّي نوحُ
يا صاحبي، هلّا سمعتَ تأوُّهي
إنَّ التأوُّهَ للكئيبِ يَبوحُ
قد كنتُ أحسبُ أنَّ صبري قادرٌ
لكنَّ صبري في الهوى مفضوحُ
يا ربِّ هبْ لي من لدنكَ رحمةً
فعسى بها قلبي الحزينُ يروحُ
إني لأرجو منك عفواً شاملاً
يمحو ذنوبي، فالذنوبُ قُبوحُ
وأنا العبدُ الضعيفُ أتى إلى
بابِ الكريمِ، وبابُهُ مفتوحُ
فاغفر لعبدٍ جاءَ يرجو عفوَكم
متضرعاً، والدمعُ منه سفوحُ
واختم حياتي بالصلاحِ وطاعةٍ
حتى ألاقيكَ وقلبي فَرِحُ
يا ربِّ واجعل خاتمي حُسنَ الختامِ
فذاك ما يرجوه كلُّ طموحِ
وصلاةُ ربي ما سرى نجمٌ دجى
على النبيِّ المصطفى مع كل صبُح.
تعليقات
إرسال تعليق