العودة. بقلم الاديب. د. محمد ديبو حبو

العودة
********
في لحظات القراءة والكتابة والتأمل يتوقف القارئ عند بعض الكلمات التي قد يكون لها أثر عميق في حياته فيعود معها إلى رحلة في مرحلة مضت من مراحل حياته
ليسترجع معها تلك الذكريات التي قد تحمل في طياتها لحظات من الأفراح والآلام وذكرى لأشخاص رحلوا عن هذه الدنيا كانوا له بمثابة الأخ والصديق 
ومن تلك الكلمات التي استوقفتني عند قراءتي لكتاب اجتماعي كلمة ( العودة ) و التي تعني العودة إلى التاريخ إلى الزمن الجميل إلى الصدق 
والحب الحقيقي إلى الأمان والاطمئنان الذي كان يشعر به كل فرد بسبب انعدام حالات الفوضى اللاأخلاقية أو بمعنى أدق 
انحسارها في أماكن ضيقة بالإضافة لغياب مشاعر الحقد والبغض والكراهية والغرور وحب الأنا
عن نفوس الناس أنذاك...

 نعم إنها لكلمة تعني لنا الكثير فهناك من لا يرغب بالعودة إلى الماضي لوجود بقع سوداء في حياته والحاضر بالنسبة له 
كوردة تفتحت وفاح منها رائحة طيبة والبعض الآخر يحملون في ذكرياتهم صور جميلة وعظيمة فهم يتمنون العودة إلى الأيام الخوالي التي كانت بمثابة لوحات فنية اجتماعية يرسم فيها الإنسان ألوانه الخاصة حيث أن كل فصل من فصول السنة كان يمتاز بثوب خاص وألوان خاصة ففي فصل الشتاء ترسم لنا لوحات فنية نادرة نرى فيها الإنسان يرتدي ثوبا خاصاً
ليصارع البرد القارس يتجسد بالمعطف والمظلة وألبسة صوفية أخرى 
ونرى صوراً لها بصمة إبداعية ترسم بيد خالق عظيم 
كالرعد والبرق والمد والجزر وتساقط الأمطار والثلوج وكيف تبدو لنا  الأرض بثوبها الجديد ذو اللون الابيض الذي يمنح الفرح والسرور 
لاطفالنا وشبابنا أي العودة إلى الدفء والحميمية .. 
ونرى صورا أكثر جاذبية وإثارة في فصل الربيع عندما تكتسي الأرض 
ثوبَها الأخضر الجميل يطرزها ألوان زاهية وجميلة ورائعة 
كاللون الأحمر والأبيض والأصفر والبنفسجي ووالخ 
وتفوح منها رائحة المسك والريحان 
فصل يثار فيه الحب بنغمات وسمفونيات ممزوجة بالهدوء..

في حين أن هناك  فصل واحد يبعدنا عن الأمل والتفاؤل والحب 
فصل يتساقط فيه كل شي نفقد معه اللون الأخضر وتذبل فيه الورود إنه 
فصل الخريف الذي تتجرد فيه الأرض من كل شيء وتصبح عارية 
لا لون ولا رائحة فصل له تسمية خاصة لدي (فصل الخوف)

أما فصل الصيف يدخل الإنسان فيه بغيوبة الحر وتقلباته
وصعوبة التنقلات مع ارتفاع شدة الحرارة خاصة في أوقات الذروة.

مع مرور هذه الكلمة اتصور ذكريات لا تنسى هي خليط من مرحلة الطفولة وصولا لمرحلة الشباب إلى مرحلة تعتبر الكنز والرصيد الحقيقي
لهم في هذه الحياة.

الأديب محمد ديبو حبو

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد