شجى القمر //بقلم✍د.هاجر علي
[[ شجى القمر ]] ..
رأتني الشمس فبدا المغيب ..
واستعطفتني أن ترى الحبيب ..
وحل الظلام وقمر الدجى ..
أصبح في وضع سليب ..
لأنوار فيه كأنه خسوف ..
ففكر ملياً أن يراجع الطبيب ..
فوجد ازدحاماً فأُلقِم لجاماً ..
عليه بالإنتظار كأنه غريب ..
فدخل القاعة وانتظر ساعة ..
والنفس لواعة تبحث عن نصيب ..
ولما رأيتُه أشفقت لوضعه ..
رددت نوره إذ من نوري كسيب ..
فطار في الأفق مُشرئب العنق ..
فأضاء الدجى بنوري العجيب ..
واعتلا منبرا يحدِّثُ الناس ..
وصار لهم بليغاً خطيب ..
وحكى لهم عما جرى ..
إنه التقى بالطبيب الأريب ..
من أتاه بصدق نية ..
مُعلِناً توبة إنه لا يخيب ..
فاطلب حاجتك ولا تيأس ..
وليكن دمعك مهطالا صبيب ..
إذا رأى دمعا على الخد يسيل ..
ودعاء والدعاء سهم يصيب ..
كان حقاً عليه واجبا ..
أن يقبل وأن يستجيب ..
ويقض حاجات السائلين ..
إنه سميع بصير قريب ..
هذا ما جاد به القمر ..
بعد ما حل به ظلام رهيب ..
فليس الظلام إلا عدم ..
ينطوي عند نور خصيب ..
فيشرق القمر من جديد ..
بعد حزن شديد كئيب ..
وتبدو السعادة على وجهه ..
ويستعيد قواه فيصير شبيب ..
فالظلام زبد يذهب جُفاء ..
ويبقى النور عليه عصيب ..
لا ينطفئ ولا ينتهي ..
يملأ الضرع فتذر الحليب ..
وتستقي الشمس منه وترتوي ..
بعد كسوف يعود اللهيب ..
فنوري قد أضاء الضياء ..
ونور الضياء إليَّ نسيب ..
إذا ما ظهرْتُ يختفي الوجود ..
وكل الكون يحن للمغيب ..
فمن أراد نوري فمرحبا ..
أرسل له منه نصيب ..
فلا ييأس العاصي من رحمتي ..
والطائع عندي محبوب حسيب ..
وليعلم الجميع أنني أسْري ..
وحبل الوريد مني قريب ..
فمن أراد قربي وصحبتي ..
أسجله مع كل نجيب ..
بقلم
🖋 الأديبة
/ د . هاجر علي .✍
26/8/2024
تعليقات
إرسال تعليق