رسالةُ على شفا قلب. بقلم الأديبة. د. غادة مصطفى

رسالةٌ على شفا قلب
****************
بنفس غير مطمئنة استقبلَت رسالتَهُ المغمّسة بعطرٍ فاخر كان يحترف إفراغه على ملابسه لتظلّ عالقةً بها، سحبَت نفساً عميقاً واشتمَت عبق العطر... لم تكن شمس الظهيرة ترغب بالأفول بعد فهي محرقة للجباه والقلوب. 
أمسكَت بالرسالة بأنامل مرتعشة وتوجهت إلى غرفتها وأسندت جسدها المتعب على سريرها، 
كانت خيوط الشمس تخترق النافذة وترسم نورها على لوحة صغيرة لوالدها تتكئ على طاولةٍ قرب السرير .. فتحت الرسالة بهدوء وبدأت تقرأ..
حبيبتي أودُّ أن أخبرك بأن قلبك بخير وأني سأحتفظ به إلى أن أعود إليك أو تأتي إليّ ..وما عليك أنت إلا الدعاء لي  ... توقفت عند هذا الحد واكتفت بما قرأت وأطلقَت زفرة مدوية 
وكأنها صفارة إندار واستغرف بصرها بنظرة عميقة إلى ستار النافذة وهي تتراقص مع النسيم وبسرعة استدارت ونظرت إلى صورة  والدها فلاحظت أن ظلال الشمس قد شكلت صورة قلب جميل تتوسط صدر والدها.

#غادة مصطفى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد