الفراق بقلم الشاعر. د. محمود زعيتر

الفراق

يـا مـن رُمِيتُم بالـفـراق تصبروا
فـالـحـزنُ يـولد كالجبال ويَصْغُـرُ

والصبر تـريـاق ولـيـس كـمـثـلـه
لـجـلاء هـم فـي الـفـؤاد يـزمـجـر

وكـذلك الـنـسـيـان اجـمـل نـعـمـة
الله يـعـطـيهـا الـعـبـاد لـيـشـكـروا

اقــدارنا لا شــك تــرسُــم دربـنـا
والـعـيـش حـيـنٌ والـفـنـاء مقـدرُ

حَــكَــمَ الإلــهُ بِـبُـعْــدِنَــا فـلـعـلـه
يُــدنـي الـبعـيـدَ وقُــربُــهُ يَتيسرُ

ما حيلة المشتاق ان طال النوى
ولقاء مـن سكـن الحشا يـتـعـذرُ

يــارب اشقـاني فــراق احـبـتـي
قــد نـال مـنـي فوق مــا أتصور

نــار الـجـفـاء وجدتهـا بـفـراقهم
فــي جـانِـبَـيَّ ضـرامـهـا يتسعـرُ

لــي جيش صبر ما تراجع عزمه
وأراه فـــي سوح الـنـوى يتقهقرُ

والـفـقـد طــاغٍ لـيـت يؤمـن شره
مـثـل الـمـلـوك بـطـبعـه يـتجـبـرُ

لــي وجــد طـفـل قـــد تعللق أُمَّـه
فـــي دمعـه مـــا ان بـكـى يتصبرُ

إنـي رايـت الصبـر طــال مسيـره
ومـسـاره فــيــه الـخـطـى تتعـثـرُ

مـن لـي بحالي والهموم تواترت
من كل صوب في الحشا تتجمهرُ

مـا لـي وحـبٌّ يستشف جوانحي
واجـوب لـيـلي بالدموع واسهـرُ

يـا ربُ اسألك التجلد فـي النوى
انـت الـذي حـث العباد ليصبروا

وجعـلت عـفـوك للصبور مـثـابةً
و بـغـيـرعـفـوك لا يثاب و يؤجرُ

بقلم
محمود زعيتر .. العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد