في حلم رمادي. بقلم الشاعر. د. بوزيد كربوعي
في حلم رمادي ضبابي
و سراب غير صحيح
كأنّني على بساط الريح
أجوب الفضاء الفسيح
متشرداً شارداً
غارقاً في حلمي المستبيح
و أجدني في قصر أقرأ إلياذة أشيل
و ملاحم هرقل
قبل صعود المسيح
و في الشرفة المُطلّة
على بحيرة الظلام
رشفتُ شرابي
و استرقتُ النظر خلسة لزوايا خفايا
تاريخ الوطن الجريح
أقلب الصفحات ولا أجد حبكة للقصة
فأعتصر ذاكرتي و أصفع نفسي
هل أنا في حلم هزيع الليل
أم نال مني الحنين
و أتحسّسُ أغراضي
علّني أجد آخر المصابيح
لأنفض عنه غبار التاريخ
وأستدعي السندباد و شهرزاد
أسألهما كيف أنهي قصتي
بعدما نسيتُ ذاك الحلم
و أسبق الديك قبل أن يصيح .
في حلم رمادي كنت ذات زمان
فارسا أميرا
اصنع أمجاد قومي
قبل أفول نجمهم الصريح
و تدنيس فردوس الأحلام
بالكؤوس والغواني
و خيانات و تنازلات
و بيع للمقدسات والمفاتيح
غرطانة من جديد وعكّة
و بعد حطّين و العين
انتحر الصقر قهراً من جيوش
مكبّلة من دون تسليح .
بوزيد كربوعي .
تعليقات
إرسال تعليق