وحدتي الأخيرة.. بقلم الشاعرة بن عزوز زهرة

وحدتي الأخيرة

بدأت وحدتي الأخيرة
خارج نطاق أرضكم
خارج أرض لغاتكم
قذفت عقلي في حفرة
جليديّة عميقة
شعرت بنشوة بردها
ينابيعها منعشة
ألتمسها بحرارة أناميلي
الرّقيقة البيضاء
روحي فائضة
ضجيج في داخلها
لم يهدأ
لم يسكن
لا شيء يسكنه
يريد أن يصرخ
أن يُسمع العالم
أغنيّة شعبيّة قديمة
مازلت حيّة تصارع
البقاء
صداها يتردّد بين الأنفاس
المهلكة
ينبّه في القلوب
الذّكريات العتاق
لم يبق من الإبتسام
إلاّ البكاء
بحزام نورانيّ
أنا مطوّقة
أرقص
أهلّل
أقوم ليلي
أركع
أرضع من ثدي حبائب السّماء
أمتصّ  شرابها من ضرع
نور الفضاء 
أعيش وحدتي الأخيرة
في ارتخاء
مثل أمساء الخريف
الصّمت من حولي
روائحه نقيّة
ما كان يؤلمني
بالأمس
أراه يتدلّى أمامي
ممضوغا مهترئا
على أشداق النّسيان
لا أريد أن أتنفّس
من أنفاسكم 
أريد أن أعيش
في وحدتي الأخيرة
أريد أن توقد الشّموع
في صرحي الممتدّ
الّذي ليس له انتهاء
لا أريد أن أرى زنابق الماء
تطفو على الماء
أريد أن أعيش وحدتي
الأخيرة
وأفهم الأرض أنّ الصّغار
يضيقون بالحفرة الباردة
في الشّتاء 
حين يرتجف على شفاء
 الرّبيع لا يريد البقاء
أريد أن أعيش وحدتي
الأخيرة دون عناء

بقلمي/زهرة  بن عزوز
البلد/الجزائر
19/1/2023

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد