أنينُ الكرامة، بقلم الشاعر مصطفى رجب

"أنينُ الكرامة"

تَنزِفْ قُلوبُ المُسلِمينَ بِلا مَنَنْ
والصَّمتُ عارٌ في الزمانِ على الوَطَنْ

تتكسَّرُ الأحلامُ في عَينِ الهَوَانْ
والحقُّ ضاعَ، وغابَ في صمتِ الزَّمَنْ

نحنُ الذينَ بنَوا المفاخرَ بالقِدَمْ
صرنا نُهانُ وتشتكي مِنّا الدِّيَمْ

أرضُ الرسالةِ تستغيثُ ولا مُعِينْ
والقُدسُ تَصرُخُ: أينَ سيفُ المُؤمنين؟

غزَّةُ تُبادُ، وأينَ نخوةُ مَن سَكَنْ
في القلبِ دينٌ، لكن العقلَ انجَفَنْ

يُمطِرْ عدُوُّ اللهِ نارًا لا تُلينْ
ويرومُ مَسحَ اسمِ أرضِ الفِلسطينْ

في كلِّ بيتٍ مأتمٌ أو بَاكِيَانْ
وصدى اليتامى لا يُجِيبُهُ العِيانْ

هل نحنُ أمَّةُ سيّدِ الخلقِ الكِرامْ
أم أمةٌ غَرِقتْ بحلمٍ في الظلام؟

خانَتْ فلسطينَ الوفودُ ومَن وَثَنْ
وتواطأتْ تحتَ الدُّخانِ مِنَ العَلَنْ

في القدسِ طفلٌ يستغيثُ ولا أذانْ
والدمعُ يصرخُ: مَن يُعيدُ لنا الأمانْ؟

كفُّ الموازينِ اختلَفْنا في السُّبُلْ
لا عدلَ يُرجى، لا حياءَ، ولا أملْ

قوموا فإنَّ النارَ تَسري في الدُّمَنْ
والحقُّ لا يُبنى على ذلٍّ وَهَنْ

يا أمةً كانتْ مثالا للثّباتْ
باتتْ تُساقُ إلى الهلاكِ بلا نِهَاةْ

فارجعْ إِلى اللهِ العظيمِ، فقد بَانْ
أنّ النجاةَ بِهِ، وليسَ بِمَن خَانْ. 
______________________

بقلمي: مصطفى رجب
 مصر-القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

همسات العشق الإلهي، بقلم الشاعر مصطفى رجب

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي