رَحيلٌ لا يهدأ. بقلم الشاعر مصطفى رجب

" رَحيلٌ لا يهدأ "

يُطـيـح بـي وجـعُ الـرحـيـلِ ثـقـيلُ
ويـُبحرُ في صمتِ الأسى التأويـلُ

يمرُّ بي طيفُ الفـراقِ ممزقـاً
وتـنـزفُ فـي أعـمـاقـنـا الـتـفـصـيـلُ

كأنَّ خطى الأيامِ سيفٌ قاطعٌ
لهُ في رؤوسِ الحالمينَ مَقـيـلُ

تـعـثـرُ أحـلامُ الصـبـابةِ بينـنـا
ويـحـتـضـرُ الأمـلُ الـبـكـورُ الذلـيـلُ

وتهوي النجومُ الصامداتُ بدمعها
كأنَّ الدجى للراحليـنَ دليـلُ

عـبـثـت بـنـا ريـحُ الـمـنـونِ صـواعـقـاً
فماتَتْ بقلـبِ الذاكريـنَ وصـولُ

وسـالتْ دمـوعُ الأنجمِ المتعبـةِ
عـلى وجـنـاتِ الحـالمـيـنَ خـيـولُ

تـجـرَّدتِ الأيامُ مـن عطرِ الرؤى
وصـارتْ لجـرحِ العـابرينَ خـلـيـلُ

أرى فـي مـدى التـيـه العـميقِ خطانـا
وتـبكي دروبُ الراحلينَ سبيـلُ

كـأنَّـا صـدى ماضٍ يُمزق صـمتـهُ
وعـيـنُ الليـالـي بالـجراحِ تـسـيلُ

لـمـاذا يـفـيـقُ الـحـزنُ مـعـنـا دائـماً؟
ويسكـنُ في أعـماقـنـا مـيـلُ

أرى قـافـلـةَ الأشـجـانِ قـد رحـلـتْ
وعـادتْ بـدونِ الحـلمِ أو تـفـاؤلِ

فـيا أيهـا العـمـرُ المبددُ صـبرُنا
إلـى أيـنَ تـمـضي خـطـوتيـنَ عـجـولُ؟

رحيـلٌ وراءَ الرحـيلِ يحملهُ
صـدى فـي فـؤادِ التـائهيـنَ عـويلُ

وإن طال ليلُ الحزنِ نبصرُ فجرَهُ
فـلـلـحـقِّ يـومٌ يـجـمـعُ المـبـتـولُ. 
_______________________

بقلمي مصطفى رجب، 
 مصر-القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد