ذكرياتي كيف أنساكِ. بقلم الشاعر مصطفى رجب

(  ذكرياتي كيف أنساكِ  ) 

كَيْفَ انْسَـى الذِّكْرَيـاتِ بِوَجْدِ نَفْسِـيّـي
وَالصَّدَى يَجْرِي بِصَوْتٍ فِي دَمِـيّـي

أَيْنَ أَمْضِي وَالمَعَانِي فِي دِمَـايَـا؟
وَالرُّؤى تَحْيَا كَنَبْضٍ فِي وَسِـيّـي

قَدْ بَنَيْنَا فِي اللِّقَاءِ جُنَاحَ حُبٍّ
ثُمَّ مُـرَّ الـبُعْدِ قَصَّفَهُ الهَـوِيّـي

كُـنْتِ وَرْدًا فِي رُبَايَـا ثُـمَّ غِبْتِـي
فَاحْتَرَقْتُ الشَّوْقَ فِي دَرْبٍ شَقِـيّـي

لَيْتَنَا لَمْ نَبْتَدِئْ حُلْمًا كَبِيرًا
لَيْتَنَا مَا جَرَّنَا طَيْفُ النَّقِـيّـي

قَدْ تَعَاتَبْنَا وَمَا زَالَتْ جُرُوحِي
فِي دِمَـائِي نَازِفَـاتٍ مِنْ أَسِـيّـي

كُـنْتِ نَبْضَ العُمْرِ، بَلْ أَنْفَاسَ رُوحِي
كَيْفَ أَنْسَـاكِ؟ وَأَنْتِ بِمُقْـلَتِـيّـي؟

هَـكَذَا الدُّنْيَا، تُبَـدِّدُ كُلَّ وَصْلٍ
ثُمَّ تَبْكِـينَا عَلَى قَدَرٍ غَبِـيّـي

أَنْتِ أَشْوَاقِي وَذِكْرَايَ الَّتِي
كُلَّمَا أَخْفَيْتُهَا بَاتَتْ نَدِيّـي

قَدْ ظَنَنْتُ القَلْبَ يَسْلُو، فَارْتَوَيْنَا
مِنْ كُؤُوسِ الشَّوْقِ سُكْرًا أَبَدِيّـي

أَنْتِ فِي عَيْنِيَّ لَحْنٌ لا يُجَافِي
نَغَمَ الإِحْسَاسِ فِي وَقْعِ الْبَكِيّـي

قَدْ أَضَأتِ الْعُمْرَ وَانْطَفَأَتْ خُطَانَا
كَيْفَ أَسْلُو، وَالهَوَى لَمْ يَنْثَنِـيّـي؟

مَا أَقَاسِيهِ يُعَلِّمُنِي صُمُودًا
وَالهَوَى يَأْبَى سِوَى حُكْمِ الْقَوِيّـي

لَيْتَنِي أَمْلِكُ نِسْيَانَ اللَّيَالِي
لَيْتَنِي أُمْسِي بِدُونِكِ كَفَـفِيّـي

كُلُّ مَا فِينِي يُنَادِيكِ ارْتِجَافًا
مِنْ دُمُوعِي، مِنْ خُفُوقِيَ، مِنْ جَنِيّـي

قَدْ تَخَلَّيْتِ وَمَا زَالَتْ خُطَايَـا
فِي طُرُوقِ الحُبِّ تَبْحَثُ عَنْ وَفِيّـي

كَيْفَ أَسْلُو وَالمَدَى يُصْغِي صَدَانَا؟
وَالْمَنَامَاتُ ارْتَدَتْ وَجْهَكْ طَلِيّـي

لَسْتِ شَيْئًا يُمْحِيهِ اللَّوْمُ حَقًّا
أَنْتِ دَرْبٌ فِي دِمَايَ وَمَسْكَنِـيّـي

فَاسْأَلُوا قَلْبِي إِذَا أَخْفَى جُرُوحًا
هَلْ نَسَى؟ قَالُوا: وَمَنْ يُنْكِرْ هَوِيّـي؟. 
______________________

بقلمي: مصطفى رجب
 مصر- القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد