شوق المآقي. بقلم الشاعر مصطفى رجب

(   شوق المآقي   ) 

أُسافرُ في خيالي مُنهكًا
وأحملُ من حريقِ الشوقِ مِوقِدْ

أُفتِّشُ عنكِ في صمتِ الليالي
كأني في دروبِ البُعدِ مُفردْ

نزفتُ الدمعَ حتى جفَّ جفني
وغابَ النورُ عن قلبي وأُسهِدْ

أحِنُّ لنبضةٍ كانت تُداوي
فتسكنُ مهجتي ليلًا وتُسعِدْ

سئِمتُ البُعدَ يا شوقَ المآقي
فهل يُرضيكَ أن قلبي تَبدَّدْ؟

أنا العاشقُ الذي في الصمتِ يبكي
ويغزلُ من بقايا الحُلمِ موعدْ

أُناجيكِ... الضلوعُ تمزّقتْ
وهذا القلبُ في ذكراكِ يُردِدْ

سألتُ الليلَ عن طيفٍ تولّى
فأشعلَ من حنيني نارَ موقدْ

أنا وحدي... فلا نجمٌ يُواسيني
ولا طيفٌ على دربي توقّدْ

تعبتُ من المدى، من كلِّ صمتٍ
ومن وجعٍ على الأيّامِ موحِدْ

أُحبكِ رغم هذا الجرحِ يمضي
ورغمَ الغدرِ، ما قلبي تبلّدْ

فعودي... قد سئمنا الانتظارَ
وما نَفعُ المُنى إن طالَ مُبعَدْ؟

تعالي وارجعي فالعمرُ يُفنى
كفجرٍ غابَ، لا يرجو تَجددْ

فلا طيرٌ يُغني دونَ صوتكْ
ولا عطرٌ إذا شوقي تجرّدْ

أنا المصلوبُ في دربِ المواجعْ
وفي عينيكِ إنصافٌ تُوقَّدْ

أتيتُ إليكِ لا شيء يُغنيني
سوى رؤياكِ يا حبًّا تودّدْ

فإن ترفُقي، فالروحُ تُشفى
وإن تقسي، فما للحزنِ مَحدِدْ

فكوني أنتِ ميلادي وسِري
وبه أحيَا، وإن مِتُّ، لا أفتدْ

ودونكِ لن أكونَ، ولا سأسلو
فحبكِ في دمي نارٌ ومَعبَدْ. 
__________________________

بقلمي: مصطفى رجب
 مصر-القاهرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أنا إنسان، بقلم الشاعر، أ. حليم محمود ابو العيلة

مولد النبي صلى الله عليه وسلّم، بقلم الاديبة. د. هاجر علي

حب وكبرياء. بقلم الشاعرة. د. كريمة السيد